تقديم الجزر للأطفال الرضع: متى وكيف ولماذا؟

اقرأ فكرة السبت, يوليو 08, 2023 السبت, يوليو 08, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: متى يمكن تقديم الجزر للأطفال الرضع؟ وكيف يجب تقديمها لهم لتقليل خطر الاختناق؟ ما هي الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الطفل من تناول الجزر؟ وغير ذلك
-A A +A

إن البدء بتقديم الأطعمة الصلبة للأطفال الرضع بما فيها الجزر يعد مرحلة أساسية وخطوة مهمة في رحلة النمو الصحي للطفل.

وهذا الانتقال من التركيز على تقديم الحليب فقط إلى إرفاقه بالأطعمة الصلبة أيضاً يُعد خطوة ضرورية لتلبية احتياجات الطفل الغذائية المتزايدة، وتأمين جميع العناصر الغذائية الضرورية لنموه بشكل صحيح وسليم.

ومع بدء استعداد الطفل الرضيع لتناول الأطعمة الصلبة يحتار الوالدان في كيفية اختيار الأطعمة المناسبة لمرحلتهم العمرية، وفي كيفية تقديمها بشكل صحيح لهم دون أن تؤثر سلباً عليهم أو تضر بهم، وفي كيفية معرفة المواد والأطعمة التي ينبغي الحذر في التعامل معها.

ومن هنا كانت هذه السلسلة التي سنحاول في كل مشاركة منها التركيز على طعام ومادة غذائية معينة، نتعرض فيها للوقت المناسب لتقديمه للأطفال الرضع، والكيفية المناسبة لذلك، والفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الطفل، وغير ذلك من التفاصيل المهمة.

في هذه المشاركة سنلقي الضوء على أهمية تقديم الجزر للأطفال الرضع، والفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها من تناولها.

كما سنذكر الوقت المناسب لتقديم الجزر لهم، والكيفية المناسبة للقيام بذلك مع الفئات العمرية المختلفة.

كما سنجيب على بعض الأسئلة المتعلقة بالحساسية تجاه الجزر، وغير ذلك مما يشغل بال الوالدين مثل: هل يمكن تقديم الجزر النيء للأطفال الرضع؟ هل النترات الموجودة في الجزر آمنة للأطفال الرضع؟ 

أسئلة يبحث عنها الناس كثيراً والإجابة هنا

متى يعطى الجزر للرضع؟ هل الجزر مناسب للرضع في الشهر الرابع؟ هل الجزر مناسب للرضع في الشهر الخامس؟ هل هناك أضرار للجزر على الأطفال الرضع؟ ما هي وصفات الجزر للرضع؟

طفل صغير رضيع جالس وبيديه جزر كبيرة

متى يمكن تقديم الجزر للأطفال الرضع؟

يمكن تقديم الجزر إلى الطفل الرضيع بمجرد أن يصبح الطفل جاهزاً ومستعداً لتناول الأطعمة الصلبة بشكل عام، وهذا غالباً يكون في الشهر السادس بالنسبة لمعظم الأطفال.

إلا أنه ينبغي معرفة أن كل طفل فريد، وله خصائص وظروف تميزه عن غيره، مما يعني أن بعض الأطفال قد يظهرون استعداداً واضحاً لتناول الأطعمة الصلبة حتى في مراحل أبكر من ذلك، في حين أن بعضهم الآخر قد يحتاج إلى وقت أطول ليتمكن من ذلك.

في كل الأحوال لا ينصح أبداً بإعطاء الطفل الرضيع المواد الصلبة قبل الشهر الرابع من عمره، وهذا يشمل الجزر أيضاً.

ما الفوائد الصحية التي يمكن أن يحصل عليها الطفل من تناول الجزر؟

هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن أن يحصل عليها الطفل عند تناوله للجزر، ومنها:

يعد الجزر مصدراً جيداً للألياف الغذائية الصحية التي تساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، وتحسين حركة الأمعاء وتسهيل الخروج.

كما يعد الجزر مصدراً جيداً للفيتامين ج، والذي يساعد على تقوية الجهاز المناعي، وحماية الأطفال من العدوى.

كما أنه يحتوي على فيتامين B6، والذي يعد عنصراً غذائياً أساسياً لتعزيز نمو جسم الطفل وتطوره.

كما أن الجزر يتميز بكونه أحد المصادر الأساسية لمركبات نباتية تسمى بالكاروتينويدات مثل البيتا كاروتين، وهي عناصر مغذية يتم تحويلها في الجسم إلى فيتامين أ، والذي بدوره يعد عنصراً ضرورياً لتحسين صحة العين، وتعزيز الرؤية.

كما أن هذه المركبات تعد من مضادات الأكسدة التي تساعد في حماية الجلد من التلف، والمحافظة على بشرة الأطفال أكثر صحياً وتألقاً. 

بالإضافة إلى هذا فإن الجزر يحتوي على مجموعة من المعادن الضرورية لصحة الجسم مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والفوسوفور، والكالسيوم.

هل هناك فرق بين ألوان الجزر المختلفة من حيث الفوائد؟

يعد الجزر البرتقالي، وهو النوع الأكثر شيوعاً، أكثر أنواع الجزر غنىً بالبيتاكاروتين المفيد لصحة العين والبشرة.

أما الجزر الأبيض فيحتوي على مستويات أقل من البيتاكاروتين، ولكنه لا يزال يوفر فوائد صحية كثيرة مثل دعم الجهاز المناعي والجهاز الهضمي وغير ذلك من الفوائد.

أما الجزر الأرجواني، فإنه يحتوي على مادة تسمى بالأنثوسيانين، والذي يعد مسؤولاً عن لونه، وهو من مضادات الأكسدة القوية، ولها وظائف في تعزيز صحة القلب وتقليل مخاطر الالتهابات.

هل الجزر من مسببات الحساسية الشائعة؟

رغم أنه تم التبليغ عن بعض حالات الحساسية تجاه الجزر، إلا أنها تعد نادرة جداً.

ولكن بشكل عام، يٌنصح بتقديم أي طعام جديد للأطفال على شكل كميات صغيرة خلال الوجبات القليلة الأولى، ومراقبة استجابتهم لها.

فإذا لم يتم ملاحظة أي رد فعل سلبي تجاهها، يمكن حينها البدء بزيادة الكمية تدريجياً، أما إذا ما كانت هناك ردود فعل سلبية من تهيج واحمرار وظهور طفح جلدي فيجب استشارة الطبيب المختص للحصول على المزيد من المعلومات في كيفية التعامل مع مثل هذه المواد.

كيف يمكن تحضير الجزر لتقديمها للأطفال؟

إن تطور كل طفل يختلف عن الآخر، والاقتراحات المقدمة هنا حول الطريقة المناسبة لتقديم أو تقطيع أو تحضير الأطعمة ما هي إلا تعميمات تنطبق على الشريحة الأوسع للأطفال.

ولكن عليك أن تكون على دراية بأنه ليس بالضرورة أن ينطبق كل ما يتم ذكره هنا مما ينطبق على معظم الأطفال على طفلك أيضاً، فقد يكون لدى طفلك ظروف أو حالات خاصة تتطلب تقديم النصائح والتوصيات له بشكل منفرد، فما هو مقدم هنا من معلومات ليس بديلاً بأي شكل من الأشكال عن الاستشارة الطبية.

كما تجدر الإشارة إلى أنه من المستحيل القضاء بشكل كامل على جميع مخاطر الاختناق المحتملة بأي سائل أو طعام، ولذلك ننصحك باتباع جميع إرشادات السلامة لخلق بيئة آمنة لإطعام طفلك.

إن الجذر النيء يزيد من مخاطر الاختناق عند الأطفال الرضع، وهو يعد من مسببات الاختناق الشائعة، ولاسيما الجزر الذي يأتي على شكل صغير (baby carrots - وهو الجزر الذي يتم حصاده قبل أوانه)، أو عصي الجزر القصيرة التي يتم اقتطاعها من جزر كبير.

الجزر الصغير baby carrots

لذلك يجب الحرص على تحضيره وطهيه بشكل مناسب لتفادي ذلك، وهذا ما سنتعرض له في السطور التالية:

بالنسبة للأطفال من 6 إلى 8 أشهر:

يتم طهي الجزر الكامل المقشر بشكل جيد حتى يصبح طرياً بما فيه الكفاية ليتم ثقبه بسهولة بالسكين، ثم يتم تقطيع الجزر طولياً إلى نصفين وتقديمها للأطفال.

كلما كان الجزر أكبر كلما كان ذلك أفضل لتقليل مخاطر الاختناق.

يمكن أن أيضاً القيام بهرس أو بشر الجزر النيئ أو المطبوخ وتقديمه للطفل في هذه المرحلة العمرية.

بالنسبة للأطفال من 9 إلى 18 أشهر:

في هذه المرحلة العمرية، يبدأ الأطفال في تطوير قبضة الكماشة (أي التقاط الأشياء بأصبعي الإبهام والسبابة)، مما يساعدهم على التقاط قطع أصغر من الطعام.

فعندما يتم ملاحظة علامة النمو هذه على الطفل، يمكن تقليل حجم قطع الجزر المقدمة للطفل إلى قطع أصغر يمكنه التقاطها بسهولة بأصبعيه.

كما يمكن الاستمرار في تقديم الجزر النيء أو المطبوخ مهروساً أو مبشوراً أيضاً.

بالنسبة للأطفال من 18 إلى 24 شهراً:

يتم تقديم قطع أصغر وقابلة للأكل والقضم مرة واحدة، يمكن تقديمها للطفل بشكل يسمح له بتناولها بيديه، أو يمكن تقديمها في إناء مع تعليمه كيفية التقاطها بالشوكة.

استمر في تقديم الجزر الكامل الذي تم طهيه وتقطيعه إلى قطع صغيرة الحجم، أو يمكن أن تكون القطع أكبر بقليل.

معظم الأطفال الصغار يكونون مستعدون للتعامل مع الجزر النيء وتناوله عند اقترابهم من سن الثانية، فإذا ما كنت تشعر بالراحة تجاه مهارات الأكل لدى طفلك، يمكنك تقديم الجزر النيء الذي تم تقطيعه إلى أعواد عن طريق تقطيع الجزر إلى أرباع.

يجب مراقبة الطفل جيداً عند تقديم أعواد الجزر النيء له، وتأمين بيئة آمنة ومناسبة للأكل، والبقاء بقربه لحمايته من الاختناق.

نصائح وتوصيات أخرى

متى يمكن أن يتناول الطفل الجزر ورقائق الجزر النيئة؟

إن هذا الأمر قد يختلف من طفل إلى آخر، ولكن بشكل عام يفضل الانتظار حتى سن الثانية من عمر الطفل قبل تقديم الجزر النيء له، وذلك لضمان السلامة والحماية من المخاطر المحتملة.

وكذلك الأمر بالنسبة لرقائق الجزر النيئة التي على شكل العملات المعدنية، فهي مما يصعب مضغه من قبل الأطفال الرضع، ولذلك يفضل الانتظار إلى سن الثانية أو أكثر لتقديمها لهم.

هل النترات Nitrates الموجودة في الجزر آمنة للأطفال؟

النترات هي عبارة عن مركبات نباتية تتكون بشكل طبيعي في النباتات، وقد تؤثر سلباً على مستويات الأكسجين في الدم عند تناولها بكميات زائدة، كما يكون لها بعض الأضرار والآثار السلبية الأخرى عند تناولها بكميات عالية.

ولكن معظم المنظمات الطبية بما فيها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وهيئة سلامة الغذاء الأوروبية تعتبر مستويات النترات الموجودة في الخضروات آمنة لمعظم الأطفال، وتعتقد بأنها لا تشكل مصدر قلق بالنسبة لهم.

حيث أن الفوائد التي يمكن الحصول عليها من الخضروات تفوق بكثير المخاطر التي قد تحصل نتيجة التعرض لكميات النترات الموجودة فيها.

الأطفال الذين يشربون الحليب الصناعي الذي تم تحضيره من مياه الآبار غير المختبرة (والتي يمكن أن تحتوي على مستويات عالية للغاية من النترات)، والأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أو الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر يكونون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية المتعلقة بالنترات.

تشمل الخضروات ذات المستويات العالية من النترات الجرجير، والبنجر، والجزر، والخس، والسبانخ، والقرع، وغيرها.

ماذا عن المعادن الثقيلة التي في الجزر؟

كباقي النباتات الجزرية، فإن الجزر أيضاً يمكن أن يحتوي على كميات ضئيلة من المعادن الثقيلة التي يحصل عليها من التربة التي تنمو فيها مثل الزرنيخ، والرصاص، وغيرها من المعادن الثقيلة.

ولكن هذا لا يعني أنه يجب عليك عدم استهلاك الجزر على الإطلاق.

وينبغي الحذر أكثر من الجزر المهروس الذي يتم الحصول عليه جاهزاً للأطفال الرضع، وذلك لأن الإضافات التي تستخدمها شركات أغذية الأطفال في تحضير هذه المنتجات قد تحتوي أيضاً على كميات من المعادن الثقيلة..

وفي النهاية

هكذا نكون قد تعرفنا بشكل مفصل ودقيق على كل ما يتعلق بتقديم الجزر للأطفال الرضع، من معرفة الوقت المناسب لذلك، وكذلك معرفة الطريقة والكيفية التي يمكن أن يتم بها ذلك.

وكذلك تعرفنا على الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الطفل من تناول الجزر، وإذا ما كان الجزر من مسببات الحساسية الشائعة أو لا.

ومما ينبغي على الوالدين معرفته هو أن هذه المرحلة يجب أن يتم التعامل معها بطريقة إيجابية ومرحة، دون إجبار الأطفال على تناول أطعمة معينة، وبشكل وأساليب معينة.

يجب التعامل مع الأطفال بسلاسة، ومحاولة تعويدهم على الأطعمة المختلفة بشكل تدريجي ومناسب، فالأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر والمحاولة.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

الاشتراك في القائمة البريدية

يمكنك الانضمام إلى قائمة أصدقاء اقرأ فكرة ليصلك إشعار بكل ما يتم نشره من مواضيع الثقافة الصحية.

https://www.iqraafikra.com/