إن البدء بتقديم الأطعمة الصلبة للأطفال الرضع بما فيها الجزر يعد مرحلة أساسية وخطوة مهمة في رحلة النمو الصحي للطفل.
وهذا الانتقال من التركيز على تقديم الحليب فقط إلى إرفاقه بالأطعمة الصلبة أيضاً يُعد خطوة ضرورية لتلبية احتياجات الطفل الغذائية المتزايدة، وتأمين جميع العناصر الغذائية الضرورية لنموه بشكل صحيح وسليم.
ومع بدء استعداد الطفل الرضيع لتناول الأطعمة الصلبة يحتار الوالدان في كيفية اختيار الأطعمة المناسبة لمرحلتهم العمرية، وفي كيفية تقديمها بشكل صحيح لهم دون أن تؤثر سلباً عليهم أو تضر بهم، وفي كيفية معرفة المواد والأطعمة التي ينبغي الحذر في التعامل معها.
ومن هنا كانت هذه السلسلة التي سنحاول في كل مشاركة منها التركيز على طعام ومادة غذائية معينة، نتعرض فيها للوقت المناسب لتقديمه للأطفال الرضع، والكيفية المناسبة لذلك، والفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الطفل، وغير ذلك من التفاصيل المهمة.
في هذه المشاركة سنلقي الضوء على أهمية تقديم الجزر للأطفال الرضع، والفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها من تناولها.
كما سنذكر الوقت المناسب لتقديم الجزر لهم، والكيفية المناسبة للقيام بذلك مع الفئات العمرية المختلفة.
كما سنجيب على بعض الأسئلة المتعلقة بالحساسية تجاه الجزر، وغير ذلك مما يشغل بال الوالدين مثل: هل يمكن تقديم الجزر النيء للأطفال الرضع؟ هل النترات الموجودة في الجزر آمنة للأطفال الرضع؟
كيف يمكن تحضير الجزر لتقديمها للأطفال؟
إن تطور كل طفل يختلف عن الآخر، والاقتراحات المقدمة هنا حول الطريقة المناسبة لتقديم أو تقطيع أو تحضير الأطعمة ما هي إلا تعميمات تنطبق على الشريحة الأوسع للأطفال.
ولكن عليك أن تكون على دراية بأنه ليس بالضرورة أن ينطبق كل ما يتم ذكره هنا مما ينطبق على معظم الأطفال على طفلك أيضاً، فقد يكون لدى طفلك ظروف أو حالات خاصة تتطلب تقديم النصائح والتوصيات له بشكل منفرد، فما هو مقدم هنا من معلومات ليس بديلاً بأي شكل من الأشكال عن الاستشارة الطبية.
كما تجدر الإشارة إلى أنه من المستحيل القضاء بشكل كامل على جميع مخاطر الاختناق المحتملة بأي سائل أو طعام، ولذلك ننصحك باتباع جميع إرشادات السلامة لخلق بيئة آمنة لإطعام طفلك.
إن الجذر النيء يزيد من مخاطر الاختناق عند الأطفال الرضع، وهو يعد من مسببات الاختناق الشائعة، ولاسيما الجزر الذي يأتي على شكل صغير (baby carrots - وهو الجزر الذي يتم حصاده قبل أوانه)، أو عصي الجزر القصيرة التي يتم اقتطاعها من جزر كبير.
لذلك يجب الحرص على تحضيره وطهيه بشكل مناسب لتفادي ذلك، وهذا ما سنتعرض له في السطور التالية:
نصائح وتوصيات أخرى
متى يمكن أن يتناول الطفل الجزر ورقائق الجزر النيئة؟
إن هذا الأمر قد يختلف من طفل إلى آخر، ولكن بشكل عام يفضل الانتظار حتى سن الثانية من عمر الطفل قبل تقديم الجزر النيء له، وذلك لضمان السلامة والحماية من المخاطر المحتملة.
وكذلك الأمر بالنسبة لرقائق الجزر النيئة التي على شكل العملات المعدنية، فهي مما يصعب مضغه من قبل الأطفال الرضع، ولذلك يفضل الانتظار إلى سن الثانية أو أكثر لتقديمها لهم.
هل النترات Nitrates الموجودة في الجزر آمنة للأطفال؟
النترات هي عبارة عن مركبات نباتية تتكون بشكل طبيعي في النباتات، وقد تؤثر سلباً على مستويات الأكسجين في الدم عند تناولها بكميات زائدة، كما يكون لها بعض الأضرار والآثار السلبية الأخرى عند تناولها بكميات عالية.
ولكن معظم المنظمات الطبية بما فيها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وهيئة سلامة الغذاء الأوروبية تعتبر مستويات النترات الموجودة في الخضروات آمنة لمعظم الأطفال، وتعتقد بأنها لا تشكل مصدر قلق بالنسبة لهم.
حيث أن الفوائد التي يمكن الحصول عليها من الخضروات تفوق بكثير المخاطر التي قد تحصل نتيجة التعرض لكميات النترات الموجودة فيها.
الأطفال الذين يشربون الحليب الصناعي الذي تم تحضيره من مياه الآبار غير المختبرة (والتي يمكن أن تحتوي على مستويات عالية للغاية من النترات)، والأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أو الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر يكونون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية المتعلقة بالنترات.
تشمل الخضروات ذات المستويات العالية من النترات الجرجير، والبنجر، والجزر، والخس، والسبانخ، والقرع، وغيرها.
ماذا عن المعادن الثقيلة التي في الجزر؟
كباقي النباتات الجزرية، فإن الجزر أيضاً يمكن أن يحتوي على كميات ضئيلة من المعادن الثقيلة التي يحصل عليها من التربة التي تنمو فيها مثل الزرنيخ، والرصاص، وغيرها من المعادن الثقيلة.
ولكن هذا لا يعني أنه يجب عليك عدم استهلاك الجزر على الإطلاق.
وينبغي الحذر أكثر من الجزر المهروس الذي يتم الحصول عليه جاهزاً للأطفال الرضع، وذلك لأن الإضافات التي تستخدمها شركات أغذية الأطفال في تحضير هذه المنتجات قد تحتوي أيضاً على كميات من المعادن الثقيلة..
وفي النهاية
هكذا نكون قد تعرفنا بشكل مفصل ودقيق على كل ما يتعلق بتقديم الجزر للأطفال الرضع، من معرفة الوقت المناسب لذلك، وكذلك معرفة الطريقة والكيفية التي يمكن أن يتم بها ذلك.
وكذلك تعرفنا على الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الطفل من تناول الجزر، وإذا ما كان الجزر من مسببات الحساسية الشائعة أو لا.
ومما ينبغي على الوالدين معرفته هو أن هذه المرحلة يجب أن يتم التعامل معها بطريقة إيجابية ومرحة، دون إجبار الأطفال على تناول أطعمة معينة، وبشكل وأساليب معينة.
يجب التعامل مع الأطفال بسلاسة، ومحاولة تعويدهم على الأطعمة المختلفة بشكل تدريجي ومناسب، فالأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر والمحاولة.
تابعنا على