8 توصيات للوقاية من سرطان القولون والمستقيم

اقرأ فكرة السبت, ديسمبر 30, 2023 السبت, ديسمبر 30, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: 8 توصيات تساعدك على الوقاية من سرطان القولون والمستقيم وتقليل مخاطر إصابتك بالعديد من أنواع السرطان الأخرى أيضاً.
-A A +A

 يُظهر بحث جديد من الجمعية الأمريكية للسرطان American Cancer Society أن سرطان القولون والمستقيم Colorectal cancer بات يشكل خطراً زائداً على الأشخاص في مرحلة الشباب.

فمنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، بدأت معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم Colorectal cancer  تزداد بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً، بزيادة بنسبة 1% إلى 2% كل عام، وذلك وفقاً لتقريرٍ جديد نُشر في شهر آذار في CA: A Cancer Journal for Clinicians.(المصدر)

في عام 1995، كان البالغون دون سن الـ55 المصابون بسرطان القولون والمستقيم يمثلون 11% فقط من جميع حالات الإصابة؛ ولكن بحلول عام 2019، قفز هذا الرقم إلى 20%، مع زيادة نسبة تشخيص العديد من الحالات في المراحل المتقدمة من المرض. وذلك على الرغم من استقرار معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً خلال السنوات القليلة الماضية، واستمرار انخفاض معدل الوفيات بسببه.

على الرغم من أن العلماء والباحثين لا يزالون يبحثون عن الأسباب الكامنة وراء هذا  الارتفاع الملحوظ في معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين فئة الشباب، إلا أن المرض يظل واحداً من أكثر أنواع السرطانات التي يمكن الوقاية منها على مستوى العالم. (المصدر)

8 توصيات للوقاية من سرطان القولون والمستقيم

فعلى الرغم من وجود بعض عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم التي لا يمكن تعديلها أو الوقاية منها مثل العمر، والتاريخ العائلي مع السرطان، وبعض الأمراض الجينية والوراثية، وبعض الأمراض المزمنة. إلا أنه لا تزال هناك العديد من الفرص لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وذلك من خلال الالتزام ببعض النصائح والتوصيات الهامة التي تساهم في ذلك ومنها هذه الطرق الثمانية التي سنذكرها لكم، والتي تم اثبات فعاليتها علمياً.

قم بإجراء الفحص الدوري

أول توصية يمكننا أن نقدمها لك لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم colorectal cancers وأكثرها فعالية هو إجراء الفحص الدوري بانتظام، وذلك بدءاً من سن الخامسة والأربعون، إذا كنت تعتبر في خطر متوسط للإصابة بالمرض.

ذ أن غالبية سرطانات القولون والمستقيم تبدأ كأورام حميدة precancerous polyps، أو نمو غير طبيعي في القولون أو المستقيم، وبالتالي يمكن أن يساعدنا الفحص الدوري في اكتشاف هذه الأورام الحميدة لإزالتها قبل أن تتحول إلى سرطانات غازية invasive cancer وبالتالي منع الإصابة بمرض سرطان القولون أو المستقيم.

كما يمكن لهذه الفحوصات الدورية أن تساعد في الكشف عن السرطان وهو لا يزال في مراحله المبكرة، حيث لا أعراض تظهر على الشخص المصاب، مما يوفر لنا فرصة التدخل المبكر بالعلاجات المناسبة والتي غالباً ما تكون ناجحة في هذه المراحل.

وفي هذا الخصوص يعتبر تنظير القولون Colonoscopy من أشهر طرق فحص سرطان القولون والمستقيم وأكثرها شيوعاً ودقةً.

ولكن هناك طرق أخرى أقل تدخلاً والتي تشمل تنظير السيني اللين flexible sigmoidoscopy (الذي يتم فيه فحص الثلث الأسفل من القولون، مقارنةً بالقولون بأكمله في تنظير القولون) والاختبارات القائمة على البراز.

وتختلف المدة الفاصة بين كل اختبار وآخر بحسب نوع الاختبار الذي ستقوم به، وتستمر في الغالب حتى سن الخامسة والسبعون، ويمكنك استشارة طبيب مختص لمساعدتك في اختيار الاختبار الأنسب لك ولحالتك الصحية وظروفك الخاصة.

بعض الأشخاص الذين يكون لديهم خطر متزايد للإصابة بسرطان القولون والمستقيم لأسباب معينةى مثل إصابتهم بمرض التهاب الأمعاء (inflammatory bowel disease - IBD)، أو التاريخ الشخصي أو العائلي، أو بعض الأمراض الجينية، يمكن أن يبدؤوا الفحص قبل سن الـ45 وبشكل أكثر تكرارًا.

 اعرف التاريخ الطبي لعائلتك

على الرغم من أن التاريخ الطبي لعائلتك هي من عوامل الخطر التي لا يمكن السيطرة عليها والوقاية منها، إلا أن معرفتك به ولا سيما فيما يخص التاريخ مع مرض السرطان يمكن أن يساعدك في تقييم مخاطرك الشخصية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

حيث أن وجود العديد من حالات الإصابة بالسرطان ضمن أفراد عائلتك تشير إلى ضرورة أن تتوخى الحذر وتسعى لإجراء بعض الفحوصات الجينية والوراثية التي تُقيِّم مخاطر إصابتك الشخصية بهذه الأمراض، سواءً كانت هذه الحالات مشخصة بسرطان القولون والمستقيم أو غيرها من أنواع السرطان الأخرى مثل سرطان الرحم، سرطان الثدي، سرطان البروستاتا ... إلخ.

بالإضافة إلى هذا فإن وجود قريب لك من الدرجة الأولى مثل الأم أو الأب أو الأخ أو الأخت أو حتى الأطفال ممن تم تشخيصهم بمرض سرطان القولون والمستقيم colorectal cancer، او حتى ببوليبات ما قبل السرطان precancerous polyp يعني ازدياد خطر إصابتك بالمرض مقارنةً مع الآخرين، وهذا ما يدفع إلى ضرورة قيامك بإجراء الفحوص الروتنية لتشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في مراحل أبكر (قد تصل إلى 10 سنوات مقارنةً مع غيرك).

باختصار إن معرفتك بالتاريخ الطبي لعائلتك وبالتالي معرفتك بمخاطرك الشخصية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم سيساعدك في الحصول على الدعم الطبي المناسب في الوقت المناسب، وكذلك في تحفيزك لاتخاز خطوات واضحة وملموسة نحو الوقاية من المرض.

 قلل من تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة

لقد ربطت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة بما فيها الهمبرغر والنقانق والسجق بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وتشير بعض التقديرات إلى أن اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 20% إلى 30%. (المصدر)

وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال إنه يتوجب عليك الامتناع تماماً عن استهلاك اللحوم الحمراء، وإنما تشير إلى ضرورة استهلاكها باعتدال، وفي الوقت نفسه يجب عليك الامتناع تماماً عن تناول اللحوم المصنعة واستبدالها بلحوم بيضاء مثل الدجاج والسمك.

استهلاك الألياف الطبيعية

على عكس العلاقة التي تربط بين تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة وسرطان القولون والمستقيم، تظهر العديد من الأدلة الأخرى أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف الطبيعية من مصادرها الطبيعية (مثل الفواكه، والخضروات الطازجة، والمكسرات، والبقوليات، والحبوب الكاملة) يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. (المصدر)

تجنب التدخين

على الرغم من إننا جميعاً نعرف العلاقة القوية التي تربط بين التدخين وسرطان الرئة، إلا أن القسم الكبير منّا لا يعلم بأن التدخين يمكن أن يكون سبباً للسرطان في أي منطقة أخرى من الجسم، بما فيها القولون والمستقيم.

فمن جهة تقوم السموم الموجودة في السجائر ودخانها بإلحاق أضرار جسيمة ببنية الحمض النووي للخلايا، مما يدفعها للخروج عن مسارها الطبيعي ونظامها الافتراضي لتتسبب بحدوث السرطان.

كما أن هذه السموم نفسها تقوم بإضعاف مناعة الجسم، وتجعله غير قادر على محاربة الخلايا السرطانية والقضاء عليها. (المصدر)

وليس هذا فقط، بل أن العديد من الدراسات والأبحاث وجدت أن التدخين يمكن أن يؤثر سلباً على البنية الميكروبية في الأمعاء، مما يجعلها أكثر قابلية للإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي والسرطان. (المصدر)

وما هذا إلا قليل من كثير مما يمكن أن يلحقه التدخين بجسمك، ولذلك لحماية نفسك والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة والخطيرة يتوجب عليك ترك التدخين بشكل كامل بما فيها النارجيلة وغيرها مما يحل محلها.

تجنب استهلاك الكحول

بالإضافة إلى التدخين فإن استهلاك المشروبات الكحولية أيضاً يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان بما فيها سرطان القولون والمستقيم colorectal cancer.

إذ تشير بعض الدراسات إلى أن الاستهلاك المعتدل إلى الثقيل للكحول قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بمقدار 1.2 إلى 1.5 مرة بالمقارنة مع عدم تناول الكحول على الإطلاق. (المصدر)

وعلى الرغم من أن الآلية الكامنة وراء ارتباط الكحول بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان لا تزال مجهولة، إلا أنه هناك العديد من الفرضيات التي قد تقدم تفسيراً معقولاً لذلك ومنها:

بمجرد استهلاك الكحول ودخولها إلى الجسم تتحول إلى أسيتألدهيد acetaldehyde والتي كشفت بعض التجارب المخبرية أنها قد تكون من مسببات السرطان.

كما أن استهلاك الكحول يؤدي إلى حدوث الإجهاد التأكسدي oxidative stress في الخلايا، والذي يؤدي إلى حدوث خلل واضطرابات في بنية الخلية ووظائفها، مما قد يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.

بالإضافة إلى هذا فإن الكحول لها تأثير سلبي عام على مختلف وظائف الجسم، مثل تقليل قدرة الجسم على امتصاص حمض الفوليك، رفع مستويات بعض الهرمونات في الجسم، والمساهمة في زيادة الوزن. (المصدر)

كل هذه العوامل وغيرها تشير إلى ضرورة تجنب استهلاك الكحول للوقاية من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

المحافظة على وزن صحي

من عوامل الخطر المهمة للإصابة بعدد كبير من الأمراض والمشاكل الصحية بما فيها أنواع عديدة من السرطان  "السمنة"، حيث أن الأشخاص الذي يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأنواع عديدة من السرطان، فعلى سبيل المثال يكونون أكثر عرضة بمقدار 1.3 مرة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنةً مع الأشخاص ذوي الوزن الصحي. (المصدر)

كما تشير الدراسات إلى أن الشباب الذين لديهم مؤشر كتلة جسم BMI أكبر من 30 (والذي يعتبر سمنة) يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر، وذلك مقارنةً مع أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أقل من 25.

حيث تؤدي السمنة إلى حدوث تغييرات عديدة في بنية الجسم ووظائفه والتي قد توفر بيئة مناسبة لتطور السرطان ونموه، ومن ذلك تسببها في حالة التهاب مستمرة، وزياد مستويات الهرمونات الجنسية والأنسولين وعامل النمو الذي يشبه الأنسولين insulin-like growth factor. (المصدر)

كل هذه العوامل وغيرها مما أثبتته الدراسات والأبحاث الطبية تشير إلى ضرورة المحافظة على الوزن الصحي والسليم للوقاية من الإصابة بالعديد من أنواع السرطان وعلى رأسها سرطان القولون والمستقيم.

يمكنكم إلقاء نظرة على: عادات يومية لوزن صحي بعد سن الخمسين

ممارسة الرياضة بانتظام

تظهر العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أن النشاط البدني المستمر مرتبط بقوة بانخفاض مخاطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم.

حيث ربطت إحدى الدراسات التوصيات الحالية لمنظمة الصحة العالمية WHO فيما يخص النشاط البدني (والتي تتضمن ضرورة ممارسة الرياضة بشدة متوسطة لمدة 2.5 ساعة في الأسبوع، أو بشدة عالية لمدة 1.25 ساعة في الأسبوع) مع انخفاض مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 7%، وبشكل خاصة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم. (المصدر)

حيث أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يساهم في تقليل مخاطر الإصابوة بالسرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم، عن طريق تثبيط نمو الخلايا السرطاينة، تقوية الجهاز المناعي، تقليل الإجهاد التأكسدي في الجسم، وإصلاح الخلايا التالفة.

كما أن لها دور مضاد للالتهاب، وتأثير إيجابي على المجتمعات البكتيرية الحميدة في أجسامنا والتي تمنع تطور سرطان القولون والمستقيم.

بالإضافة إلى كل هذا، فإن التمارين الرياضية والنشاط البدني المستمر قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خلال تسريع الحركة الغذائية، أو تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي بشكل أسرع، مما يمكن أن يقلل من فترة التعرض للمواد المسرطنة المحتملة.

وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن عدم الحركة  في حد ذاته يعد من عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر، حيث كشفت نتائج بحث نُشرت نتائجه عام 201 في مجلة  JNCI Cancer Spectrum أن النساء - اللاتي كن محور الدراسة - اللواتي يقضين أكثر من 14 ساعة أسبوعيًا في مشاهدة التلفزيون والجلوس بدون نشاط كن أكثر عرضة لتشخيصهن بسرطان القولون والمستقيم مقارنةً بمن يقضين وقتًا أقل في ذلك. (المصدر)

 

من خلال التزامك بهذه النصائح والتوصيات التي قدمنا لكم هنا في هذه المشاركة من اقرأ فكرة ستقللون من مخاطر إصابتكم بسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى العديد من أنواع السرطان الأخرى، بل وحتى العديد من الأمراض المزمنة والمشاكل الصحية أيضاً.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

الاشتراك في القائمة البريدية

يمكنك الانضمام إلى قائمة أصدقاء اقرأ فكرة ليصلك إشعار بكل ما يتم نشره من مواضيع الثقافة الصحية.

https://www.iqraafikra.com/