الإقلاع عن شرب الكحول يقلل من خطر الإصابة بالسرطان

اقرأ فكرة الثلاثاء, أغسطس 30, 2022 الثلاثاء, يناير 17, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: الإقلاع عن شرب الكحول يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان مثل سرطان الفم والبلعوم والحنجرة والمريء والكبد والقولون والمستقيم غيرها.
-A A +A

إن شرب الكحول يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل والحالات الخطرة، مثل الإصابة بالتهاب البنكرياس، والوفاة المفاجئة، وتلف عضلة القلب، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكبد وغيرها.

كما أكّدت العديد من الدراسات والأبحاث الطبية أن شرب الكحول هو عامل خطر رئيسي للإصابة بالعديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الفم والبلعوم، وسرطان الحنجرة، وسرطان المريء، وسرطان الثدي لدى النساء، وسرطان الكبد، وسرطانات القولون والمستقيم.

التوقف عن شرب الكحول يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان

والسرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة على مستوى العالم، حيث تتسبب في حدوث ما يقدر بنحو 9.6 مليون حالة وفاة في عام 2018، وذلك وفقاً لما ورد في إحصائيات السرطان العالمية لعام 2018.

العلاقة بين شرب الكحول والإصابة بالسرطان

وقد أشار تحليل أجرته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان International Agency for Research on Cancer، والذي تم نشره على الأنترنيت عام 2020 في مجلة The Lancet Oncology، إلى أن تعاطي الكحول مسؤول عن ما يقرب من 4% من جميع حالات السرطان التي تم تشخيصها عام 2020 في جميع أنحاء العالم.

كما وأشارت دراسة أمريكية نُشرت في مجلة وبائيات السرطان Cancer Epidemiology عام 2021، إلى أن استهلاك الكحول مسؤول عن ما يقرب من 4.8% من جميع حالات السرطان، وعن 3.2% من جميع وفيات السرطان في الولايات المتحدة الأمريكية.

أما بالنسبة لدور استهلاك المشروبات الكحولية في زيادة مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، فقد أشارت نفس الدراسة الأمريكية السابقة إلى أن استهلاك الكحول مسؤول عن ما يقرب من 45% من جميع سرطانات تجويف الفم والبلعوم، و25% من حالات سرطان الحنجرة، و12.1 من حالات سرطان الثدي لدى النساء، و11.1% من حالات سرطان القولون والمستقيم، و10.5% من حالات سرطان الكبد، و7.7% من حالات سرطان المريء.

إلا أنّ الشيء الجيد، والذي قد يميز استهلاك الكحول عن بعض عوامل الخطر الأخرى، هو كونه عامل خطر يمكن تعديله مثل التدخين والوزن الزائد.

أي أنه عامل خطر يمكن للناس أن تمتنع عنه، وتتجنبه، مما قد ينعكس بشكل إيجابي على صحتهم وحياتهم، ويقلل من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الخطرة والمميتة.

وهذا ما أشارت إليه البيانات الجديدة التي خرجت عن دراسة سكانية كبيرة جداً، أُجريت في كوريا، والتي أكدت على أن التوقف عن شرب الكحول يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

دراسة تشير إلى أن التوقف عن شرب الكحول يقلل من خطر الإصابة بالسرطان

تضمنت هذه الدراسة التي نُشرت نتائجها على الأنترنيت في مجلة JAMA Network Open، تحليلاً لبيانات عائدة لـ 4.5 مليون شخص، كانوا مستفيدين من خدمات التأمين الصحي الوطنية الكورية.

وكان متوسط أعمار المشاركين 53.6 سنوات، وقد تم إخضاعهم جميعاً للفحص الصحي الوطني مرتين، وذلك في عامي 2009، و2011.

وخلال هذين الفحصين الصحيين تم أيضاً الحصول على المعلومات المتعلقة باستهلاك الكحول لدى المشاركين، وذلك من خلال استبيانات تم ملئها ذاتياً.

وبناءً على المعلومات التي تم التحصل عليها، تم تصنيف المشاركين على أساس كمية الكحول التي يستهلكونها إلى أربع مجموعات:

  • مجموعة لا تستهلك الكحول أبداً (0 جم/يوم).
  • مجموعة تستهلك كميات خفيفة من الكحول (أقل من 15 جم/يوم).
  • مجموعة تستهلك كميات متوسطة من الكحول (15-29.9 جم/يوم).
  • مجموعة تستهلك كميات كبيرة من الكحول (30 جم/يوم أو أكثر).

ثم تم متابعة المشاركين لما متوسطه 6.4 سنوات، وكان معدل الإصابة بالسرطان 7.7 لكل 1000 شخص سنوياً، 37.2% منهم من أنواع السرطان المرتبطة بالكحول.

نتائج الدراسة

لاحظ الباحثون خلال فترة المتابعة هذه وجود علاقة واضحة بين مستويات استهلاك الكحول، وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.

أي أنهم وجدوا إن زيادة مستويات استهلاك الكحول تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان أيضاً.

حيث وجد الباحثون أن أولئك الذين زادوا من الكميات التي يستهلكونها من الكحول خلال فترة الدراسة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالكحول وجميع أنواع السرطان الأخرى، وذلك بالمقارنة مع أولئك الذين استمروا في استهلاك نفس المستوى من الكحول.

والشيء الأهم في هذه الدراسة، هو أن الباحثين لاحظوا أيضاً أن التوقف عن شرب الكحول قلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.

حتى أن أولئك الأشخاص الذين قللوا من معدل الشرب فقط دون التوقف كلياً عن الشرب، ظهر لديهم انخفاض في مخاطر الإصابة بالسرطان، مع بقائها أعلى مما لدى المجموعة التي توقفت عنها بشكل كامل.

دراسات أخرى تشير إلى أضرار الكحول بغض النظر عن كميتها

هذه الدراسة، وإن كان بها بعض القيود، إلا أنها تؤكد على عدم وجود كميات آمنة -كما يدّعي البعض- لتعاطي الكحول، وأنه حتى الكميات القليلة منه قد تزيد من مخاطر الإصابة بأنواع السرطان المختلفة.

وهذا ما أثبتته بعض الدراسات والأبحاث الأخرى أيضاً، والتي تطرقنا إليها سابقاً في اقرأ فكرة.

حيث كانت دراسة ضخمة قد بينت أن شرب الكحول، وبغض النظر عن نوعه وكميته، يمكن أن يسبب زيادة في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.

والرجفان الأذيني بدوره يعد عامل خطر أساسي للإصابة بالعديد من الأمراض المميتة مثل فشل القلب، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية وغيرها.

كما وكانت دراسة أخرى أُجريت على 21 ألف شخص قد كشفت أنه حتى الكميات المعتدلة من الكحول يمكن أن تضر بالدماغ، وتؤثر بشكل سلبي على الوظائف الإدراكية والمعرفية للإنسان. 

هكذا نجد أن شرب الكحول، ولو بكميات معتدلة، له العديد من الآثار الضارة على صحة الإنسان، وإن الإقلاع عن تعاطي الخمر والنبيذ وغيرها من المشروبات الكحولية سينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

الاشتراك في القائمة البريدية

يمكنك الانضمام إلى قائمة أصدقاء اقرأ فكرة ليصلك إشعار بكل ما يتم نشره من مواضيع الثقافة الصحية.

https://www.iqraafikra.com/