أضرار دخان الشواء على الفحم ... هل حقاً يسبب السرطان؟

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:ما هي أضرار دخان الشواء على الفحم؟ وهل حقاً يسبب هذا الدخان السرطان؟ وما هي التعليمات اللازمة للقيام بالشوي بالطريقة الصحيحة؟

لا يمكن لأحد أن ينكر متعة حضور رحلة أو حفلة شواء على الفحم، ولا يمكن لأحد أن ينكر لذة الأطعمة المشوية وخاصة اللحم المشوي.

ولكن في الوقت نفسه لا يمكن لأحد أن ينكر أيضاً وجود ضرر كبير للدخان المتصاعد عند الشواء على صحة البشر، ولا حتى أن ينكر التأثير السلبي الكبير للأطعمة المشوية نفسها.

ولكن رغم هذا، فنسبة قليلة جداً من البشر تتساءل عن مدى ضرر دخان الشواء على الفحم، إذ إن معظم الناس لا ترغب أصلاً في التعرف على أضرار هذا الدخان ولا على آثاره السلبية على صحة البشر، وذلك لأنهم يعرفون الجواب بالفعل فتراهم يتجاهلون السؤال والبحث. 

شاب يقوم بشوي الطعام في الهواء الطلق مع عنوان مقال أضرار دخان الشواء على الفحم ... هل حقاً يسبب السرطان؟

ولكننا هنا سنبين لكم بشيء من التفصيل لماذا قد يكون دخان الشواء على الفحم ضاراً بالصحة، ولماذا قد يكون هذا الدخان من عوامل الخطر الأساسية للإصابة بالسرطان.

طرق دخول المركبات السامة الموجودة في الدخان إلى الجسم

طرق دخول المركبات السامة الموجودة في الدخان إلى الجسم

كما ذكرنا، شئنا أم أبينا، فإن دخان الشواء بشكل عام، ودخان الشواء على الفحم بشكل خاص له أضرار كثيرة على صحة الإنسان.

إذ إنّ هذا الدخان يحتوي على مركبات كيميائية سامة ومسرطنة، تتسبب في حدوث العديد من الأمراض والمشاكل الصحية وخاصة السرطان.

ويمكن أن تدخل المركبات الكيميائية الضارة والسامة الموجود في دخان الشواء على الفحم إلى جسم الإنسان بعدة طرق، ومنها:

  • استنشاق الدخان بشكل مباشر
  • امتصاص الدخان من قبل الجلد
  • تناول الأطعمة المعرّضة لدخان الشوي

وقد وجد باحثون في دراسة صينية، أن المواد الكيميائية المسرطنة الموجودة في دخان الشواء يمكنها أن تدخل إلى أجسامنا عبر الجلد أكثر مما يدخل إليه عن طريق الرئتين.

ولاحظ الباحثون أن الطريقة الأساسية لدخول المركبات الكيميائية السامة والمسرطنة إلى جسم الإنسان يكون عن طريق تناول الأطعمة المشوية نفسها.

أما في المرتبة الثانية فيأتي امتصاص هذه المواد من قبل الجلد، ليكون الاستنشاق عن طريق الرئيتين في المرتبة الثالثة. 

فهذه الدراسة تبين أن مجرد ارتداء كمامة لتفادي استنشاق دخان الشواء على الفحم قد لا يكون كافياً، وذلك لأن التعرض سيظل مستمراً عن طريق الجلد وتناول الطعام المشوي.

وتجدر الإشارة إلى أن الملابس على الرغم من أنها توفر في البداية بعض الحماية من الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وغيرها من المواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان الشواء على الفحم، إلا أنها بمجرد تشبعها الكامل بالمواد الكيميائية هذه، تساهم في تسهيل عبور هذه المركبات الكيميائية للجلد.

لذلك يقترح الباحثون غسل الملابس بأسرع وقت ممكن بعد عملية الشواء، وذلك لتقليل التعرض للمواد الكيميائية المسرطنة قدر الإمكان.

المواد الكيميائية السامة والمسرطنة الموجودة في دخان الشواء على الفحم

المواد الكيميائية السامة والمسرطنة الموجودة في دخان الشواء على الفحم

يحتوي دخان الشواء على العديد من المركبات الكيميائية التي يمكن أن يكون لها آثار صحية ضارة، ومن هذه المواد:

المركبات العضوية المتطاير

 المركبات العضوية المتطايرة Volatile organic compounds (VOCs) هي مركبات كيميائية عضوية تحتوي جميعها على عنصر الكربون في بنيتها، وهي تتواجد كغازات في درجة حرارة الغرفة.

ويحتوي دخان الشواء على الفحم كميات كبيرة جداً من المركبات العضوية المتطايرة هذه.

وللمركبات العضوية المتطايرة العديد من الأضرار والآثار السلبية على صحة الإنسان، إذ إنها تؤثر بشكل خاص على الجهاز التنفسي فتسبب تهيج الطرق التنفسية، وتؤدي إلى زيادة شدة أعراض المرضى المصابين بالحساسية والربو.

كما يمكن أن تتسبب المركبات العضوية المتطايرة بالتسمم العصبي والكبدي، وتزيد من مخاطر حدوث السرطان.

الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات

كما يحتوي دخان الشواء على مركبات كيميائية أخرى تسمى الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات Polycyclic aromatic hydrocarbons (PAHs)، والتي تنتج عن احتراق الوقود مثل الفحم والخشب والنفط والغاز، وبشكل أساسي عن احتراق الدهون عند تساقطها على النار أثناء الشواء.

ويمكن أن يؤدي التعرض لهذه المركبات إلى حدوث مشاكل في الدم والكبد، وكذلك بعض أنواع السرطان، وذلك بسبب تسبب هذه المركبات بحدوث طفرات جينية.

وقد وجدت بعض الدراسات أن هذه المركبات تؤثر أيضاً على وظائف الرئتين، ويمكن أن تسبب سرطان الرئة.

أول أكسيد الكربون

من المواد الكيميائية الضارة الأخرى التي قد توجد في دخان الشواء على الفحم أول أكسيد الكربون Carbon monoxide (CO).

وعلى الرغم من أن كمية أول أكسيد الكربون الناتجة عن الشواء في الهواء الطلق تكون غير ضارة كثيراً، إلا أن التعرض الكثير لها يمكن أن يقلل من مستويات الأكسجين في الدم، ويؤثر بذلك على عمل الأعضاء الحيوية في الجسم مثل الدماغ والقلب.

ويزداد خطر التسمم بأول أكسيد الكربون بشكل كبير عند القيام بالشواء في الأماكن المغلقة.

الأمينات الحلقية غير المتجانسة

 تنتج الأمينات الحلقية غير المتجانسة Heterocyclic amines (HCAs) بشكل أساسي عند تفحم اللحم والطعام المشوي، وهي مواد مسرطنة.

فعلى الرغم من أن معظم الناس تستمتع أكثر بتناول اللحم المتفحم أو الأطعمة المتفحمة، إلا أن المركبات التي تنتج عن هذا التفحم لها آثار سلبية كثيرة على صحة الإنسان.

وكلما زادت قطعة الطعام تفحماً، كلما زاد احتمال احتوائها على الأمينات الحلقية غير المتجانسة المسرطنة.

أكثر الناس تضرراً من دخان الشواء على الفحم

أكثر الناس تضرراً من دخان الشواء على الفحم

يكون الشخص الذي يقوم بعملية الشوي الأكثر تضرراً وتعرضاً للمواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان الشواء.

ولكن يظل معظم الأشخاص الآخرين المتواجدين حول الشواء كذلك معرضين لخطر هذه المواد ولو بكميات مختلفة.

حتى أولئك الذين يحرصون على الابتعاد عن مكان الشواء لعدم استنشاق أو امتصاص هذه المواد الضارة، فإنهم غالباً ما يتعرضون لها أيضاً عن طريق تناولهم للطعام المشوي على الفحم؟

ومن ناحية أخرى فإن الأطفال والنساء الحوامل هم الفئة الأكثر عرضة للآثار الصحية الضارة الناجمة عن التعرض لهذه المواد الكيميائية الموجودة في دخان الشواء.

ملاحظة بخصوص الشوايات المغلقة

ملاحظة بخصوص الشوايات المغلقة

إن شوي اللحوم والمواد الأخرى في شواية مغلقة ولها غطاء، يمكن أن يزيد درجة حرارة الشوي أكثر، وبالتالي يؤدي إلى تكوين المزيد من المركبات العضوية المتطايرة الضارة بالصحة.

كما أن غطاء الشواية يتسبب بحبس الدخان الناتج عن الشواء، مما يسمح بامتصاص كميات أعلى من المركبات الكيميائية الضارة والمسرطنة الموجودة فيها من قبل الطعام المشوي.

مما يعني أن القيام بالشوي باستخدام شواية مفتوحة وفي مكان مفتوح أفضل بكثير من القيام به باستخدام شواية مغلقة وفي مكان مغلق، على الرغم من استمرار وجود بعض الأضرار في الحالة الأولى أيضاً.

الخلاصة

هكذا نجد أن الدخان الذي ينتج عن الشواء على الفحم يكون غنياً بالمواد الكيمياء السامة والمسرطنة، والتي تلحق الضرر بالجسم، وتزيد من مخاطر إصابته بالعديد من الأمراض التنفسية والسرطان وغيرها.

لهذا يُنصَح بتجنب الشواء على الفحم قدر الإمكان، أو على الأقل بتقليلها، وبالتقيد بالتوصيات المذكورة في الأعلى عند القيام بها.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث